منتدى فرسان القرآن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
محمدصلاح
محمدصلاح
طبيب المنتدى
طبيب المنتدى
ذكر
المشاركـــــات : 5575
العمر : 29
الدولة : مصر
المتصفح : FireFox

مقال جميل بعنوان (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته )) Empty مقال جميل بعنوان (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ))

الخميس 11 يوليو 2013, 1:56 pm
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبًا بكم فى منتدى فرسان القرآن
كل عام وأنت بخير
أقدم لكم هذا المقال الجميل
  صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
سليمان بن إبراهيم الرشودي

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأغنانا بشرعة ولد عدنان، ولم يحوجنا لقول حاسب ولا منجم، وصلى الله وسلم على محمد القائل: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً))، وبعد..
فإن الإسلام دين الفطرة، ولهذا يتمكن من القيام بشرائعه الحاضر والباد، والأمي والقارئ، فالعبادات فيه مرتبطة بالتقويم القمري، سوى الصلاة فهي مرتبطة بالتقويم الشمسي؛ فالزكاة، والحج، والصيام، والكفارات، والعدد، والإيلاء، كلها تثبت وتحسب بالتقويم القمري، ولا ينبغي لأحد أن يقابل هذا التشريع الرباني بلِمَ وكيف، فيكون من المفتونين الهالكين: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) 2، وقد فسَّر الإمام أحمد الفتنة بالشرك.
لهذا فلا يحل لأحد أن يصوم أو يصوِّم، أو يفطِر أو يفطِّر غيره بالحساب، لا الحاسب، ولا الحاكم، ولا المفتي، ولا العالم، فإن فعل فقد باء بغضب من الله، ولا تحل طاعته في ذلك، هذا ما عليه أهل السنة قاطبة، إلا زلة نسبت لابن سريج الشافعي، وشذ أهل الأهواء الرافضة ومن شاكلهم فأجازوا العمل بالحساب.
هذا على الرغم من أن الحساب كان معلوماً معروفاً عند العرب في جاهليتهم وبعد إسلامهم، بل علم الفلك من العلوم التي برز فيها العرب وبزوا غيرهم فيه، ومع هذا لم يلتفت إليه أهل الإسلام، بل تمسكوا بسنة المنزل عليه القرآن.
ومما يدل على خطورة هذا الأمر وأهميته، وأنه ليس من الأمور التي يسوغ الاختلاف فيها، ويجوز التنازل منها، ما رواه الإمام الذهبي في السير في ترجمة الإمام الشهيد إن شاء الله قاضي مدينة "بَرْقة"، محمد بن الحُبُلي، قال: " أتاه أمير بَرْقة، فقال: العيد غداً؛ قال: حتى نرى الهلال، ولا أفطّر الناس، وأتقلد إثمهم؛ فقال: بهذا جاء كتاب المنصور وكان هذا من رأي العبيدية يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية فلم ير الهلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي؛ فأمر الأمير رجلاً خطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضر، فقال له: تنصل، وأعفو عنك؛ فامتنع، فأمر فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يسق، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين".
عدم خروج هذا العالم لصلاة العيد يدل على عدم جواز العمل بالحساب، ولو كان في الأمر سعة لما جاز له أن يعرِّض نفسه للقتل.
والهلال يثبت إما برؤية مستفيضة، أورؤية مسلم لهلال رمضان، وعدلين لهلال شوال في أرجح قولي العلماء، فإن غمَّ فبإكمال شعبان ثلاثين يوماً.
أما اختلاف المطالع فلم يعتد بذلك مالك ومن وافقه، وقال بذلك الشافعي أن لكل بلد مطلعه، والراجح والله أعلم أن الهلال إذا رؤي في بلد من بلاد المسلمين جاز لغيرهم الصيام والفطر، والمناطق التي لا يتمكن فيها من رؤية الهلال فعليهم أن يقتدوا بأقرب البلدان إليهم، أو برؤية مكة، والله أعلم بالصواب، وله المرجع والمآب.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى