- محبة القرآنعضو نشيط
المشاركـــــات : 62
العمر : 32
الدولة : الجزائر
أسباب تأخير إجابة الدعاء
الثلاثاء 29 يونيو 2010, 9:06 pm
هذا كلام نفيس
لإمام الوعظ وحامل لوائه ابن الجوزي رحمه الله حول أسباب تأخير إجابة
الدعاء أسأل الله أن ينفعنا به جميعا..
قال رحمه الله :
لإمام الوعظ وحامل لوائه ابن الجوزي رحمه الله حول أسباب تأخير إجابة
الدعاء أسأل الله أن ينفعنا به جميعا..
قال رحمه الله :
" رأيت من
البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة و لا يرى أثرا
للإجابة ؛ فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر !!
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ؛ و لقد عرض
لي من هذا الجنس ؛ فإنه نزلت بي نازلة فدعوت فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس
يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع ، والبخل معدوم ، فما فائدة
التأخير ؟!!
فقلت له : اخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى
تقاضي ، ولا أرضاك وكيلا !!
ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياكِ و مساكنةَ وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير
الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو ، لكفي في الحكمة .
قالت : فسلِّني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة !!
فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز و جل مالك ، و للمالك التصرف بالمنع
والعطاء ؛ فلا وجه للاعتراض عليه .
والثاني : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيتِ الشيء مصلحةً ،
والحكمة لا تقتضيه ، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي
في الظاهر ، يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك .
والثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي
صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت
فلم يستجب لي ) .
الرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيكِ ؛ فربما يكون في مأكولك
شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك ، في منع حاجتك ،
لذنبٍ ما صدقتِ في التوبة منه .
فابحثي [ يا نفس ] عن بعض هذه الأسباب لعلك تقعين بالمقصود ...
والخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ؛ فربما كان في
حصوله زيادة إثم ، أو تأخيرٌ عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح !!
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : إنك إن
غزوت أُسرت ، وإن أُسرت تنصرت !!
والسادس : أنه ربما كان فقد ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجْء [ أي :
اللجوء إلى الله ] ، وحصوله سببا للاشتغال به عن المسؤول ، وهذا الظاهر ؛
بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجء ... وإنما البلاء
المحض ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك !!
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك ؛ من رفع
خلل ، أو اعتذار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب !! " انتهى .
البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة و لا يرى أثرا
للإجابة ؛ فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر !!
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ؛ و لقد عرض
لي من هذا الجنس ؛ فإنه نزلت بي نازلة فدعوت فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس
يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع ، والبخل معدوم ، فما فائدة
التأخير ؟!!
فقلت له : اخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى
تقاضي ، ولا أرضاك وكيلا !!
ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياكِ و مساكنةَ وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير
الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو ، لكفي في الحكمة .
قالت : فسلِّني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة !!
فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز و جل مالك ، و للمالك التصرف بالمنع
والعطاء ؛ فلا وجه للاعتراض عليه .
والثاني : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيتِ الشيء مصلحةً ،
والحكمة لا تقتضيه ، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي
في الظاهر ، يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك .
والثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي
صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت
فلم يستجب لي ) .
الرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيكِ ؛ فربما يكون في مأكولك
شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك ، في منع حاجتك ،
لذنبٍ ما صدقتِ في التوبة منه .
فابحثي [ يا نفس ] عن بعض هذه الأسباب لعلك تقعين بالمقصود ...
والخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ؛ فربما كان في
حصوله زيادة إثم ، أو تأخيرٌ عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح !!
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : إنك إن
غزوت أُسرت ، وإن أُسرت تنصرت !!
والسادس : أنه ربما كان فقد ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجْء [ أي :
اللجوء إلى الله ] ، وحصوله سببا للاشتغال به عن المسؤول ، وهذا الظاهر ؛
بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجء ... وإنما البلاء
المحض ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك !!
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك ؛ من رفع
خلل ، أو اعتذار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب !! " انتهى .
- محمدصلاحطبيب المنتدى
المشاركـــــات : 5575
العمر : 29
الدولة : مصر
المتصفح :
رد: أسباب تأخير إجابة الدعاء
الأربعاء 30 يونيو 2010, 5:44 am
- مصطفى البحيرىعضو ماسى
المشاركـــــات : 508
العمر : 34
المتصفح :
رد: أسباب تأخير إجابة الدعاء
السبت 10 يوليو 2010, 10:43 am
- د.أحمد فاروقالمشرف العام
المشاركـــــات : 576
المتصفح :
رد: أسباب تأخير إجابة الدعاء
الأحد 25 يوليو 2010, 5:18 pm
و
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى